الترجمة العربية المشتركة
سبق وذكرنا ان يوحنا ناقض الأناجيل الإزائية وقال ان الجنود أرسلوا يسوع إلي حنان بينما ذكرت الأناجيل الثلاثة ان الجند أرسلوا يسوع إلي قيافا, ( متى 26/57 . مر 14/53 ) ونتج عن هذا التناقض تناقض آخر وهو ان الأناجيل الأخرى تذكر ان بطرس عاد وتبع يسوع خفية إلي دار قيافا ولكن لأن يوحنا قال ان الجند أرسلوا يسوع إلي حنان أولا قيل أن يرسل إلي قيافا فكان عليه ان يرسل بطرس إلي دار حنان رئيس الكهنة ولم يكتف بذلك بل وأضاف شخصا آحر لم تذكره الأناجيل الأخري وهو التلميذ المحبوب ولم يسميه
لقد نتح عن مخالفة ليوحنا للأناجيل الإزائية خلط الأحداث فانتقل التحقيق الذي جري فب دار قيافا إلي دار حنان .. وعبد قيافا الذي لطم يسوع تحول الي احد عبيد حنان .. ثم قسم يوحنا مواقف بطرس الإنكارية الثلاثة بين داري حنان وقبافا فجعل بطرس ينكر المسيح المرة الأولي في دار حنان ومرتين في دار قيافا عكس الأناجيل الثلاثة الني جعلت المواقف الثلاثة في دار قيافا لأنها لم تذكر أصلا دار حنان, ومعلوم ان الأناجيل الثلاثة أيضا اختلفت فيما بينها بخصوص مواقف بطرس
للتغلب علي هذه المشكلة قامت نسخة الفاندايك بتغيير طفيف ولكن قوي المفعول نوعا ما, علي الأقل علي العامة من النصارى’ وكل ما فعلته ترجمة الفاندايك هو ان غيرت حرف " ف " إلي " كان " مع إضافة " قد " في النص فأصبح (وكان حنان قد أرسله موثقا إلى قيافا رئيس الكهنة ) ,, وبعد التغيير يبدوا من الإصحاح وكأن التحقيق الأول جري في بيت قيافا وليس في بيت حنان لأنه النص لم يذكر اسم رئيس الكهنة وبذلك يصعب علي القارئ غير الدارس ان ينتبه إلي جميع التناقضات, ولكن تبقي عناك عورات أخري لا يمكن سترها بالتحريف, وفي خضم هذه التناقضات لابد أن نرد سؤال زكريا بطرس في نحره, حين قال زكريا بطرس: قل لي أيها القارئ العزيز: من نصدق من هؤلاء الرواة؟ وماذا نصدق من تلك الروايات؟؟
التناقضات في مسألة صلب يسوع كثيرة جدا ولكن لم نر داعيا من الإكثار في سردها, ونري انه من الأفضل أن نركز في جزء معين ونعطيه حقه بذكر أقوال علماء النصارى ونوزنها بميزان العدل كما أمرنا الله سبحان وتعالي ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) وبهذا الميزان أثبتنا استحالة الجمع بين الروايات المتناقضة حول صلب يسوع, فلم يعد أمام زكريا بطرس إلا الصمت أمام ما قدمنا من أدلة, وما عليه إلا التنازل عن القاعدة التي بني عليها بنبانه وهي " إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً "
وصدق الله العظيم ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ) سورة النساء :157 )