صموئيل النبي
[Sie müssen registriert oder eingeloggt sein, um diesen Link sehen zu können]أسئلة عن الكتاب المقدس
أود تفسيرا لقصة إصعاد شاول لروح النبي صموئيل وكيف استحضرته العرافة رغم أن الكتاب في العهد القديم ينهي عن فعل ذلك
الإجابة:
قصة الكتاب:
قبل بداية الموضوع نقرأ ما ورد عنه في الكتاب المقدس (سفر صموئيل الأول 5:28-14):
"ولما رأى شاول جيش الفلسطينيين، خاف واضطرب قلبه جدا. فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء. فقال شاول لعبيده: فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فاذهب إليها واسألها. فقال له عبيده هوذا امرأة صاحبة جان في عين دور. فتنكّر شاول ولبس ثيابا أخرى وذهب هو ورجلان معه وجاءوا إلى المرأة ليلا، وقال: اعرفي لي بالجان واصعدي لي من أقول لك. فقالت له المرأة: هوذا أنت تعلم ما فعل شاول؛ كيف قطع أصحاب الجان والتوابع من الأرض. فلماذا تضع شركا لنفسي لتميتها؟! فحلف لها شاول بالرب قائلا: حيّ هو الرب أنه لا يلحقك إثم في هذا الأمر. فقالت المرأة: مَنْ أصْعِد لك؟ فقال: إصعدي لي صموئيل. فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم، وكلمت المرأة شاول قائلة: لماذا خدعتني وأنت شاول؟! فقال لها الملك: لا تخافي. فماذا رأيت. فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة يصعدون من الارض. فقال لها ما هي صورته. فقالت رجل شيخ صاعد وهو مغطي بجبّة. فعلم شاول أنه صموئيل، فخرّ على وجهه إلى الإرض وسجد".
ثلاثة آراء:
اختلفت الآراء في مسألة شاول وعرافة عين دور.
1- رأي قال: إن صموئيل لم يظهر أبداً، وإنما روح من الأرواح قد ظهرت.
2- رأى آخر قال: ان صموئيل ظهر لكن ليس بواسطة العرافة ذاتها في هذه المناسبة، وذلك لكي يُنذِر شاول ويضبطه في ذات الفعل وهو يستعين بالعرافة.
3- راى ثالث ثال: إن العرافه أحضرت روح صموئيل. وهو رأي مرفوض تماماً ولا نقبله.
نحاول تحليل هذا كله.
تحليل الموقف:
أولاً: إن الله حارَب هذه الضلالة في (سفر التثنية 11:18).
"لا يوجد فيكم مَنْ يجير ابنه أو ابنته في النار، ولا مَنْ يعرف عِرافة. ولا من يرقى رقية، ولا من يسأل جاناً أو تابعة، ولا من يستشير الموتى".
وقد تكلم الله كثيراً ضد الجان في (لاويين 31:19؛ 27،6:20؛ إشعياء 20،19:
.
ونلاحظ أن كلمة الجان لا توجد إلا في الترجمات العربية.
ولعلها تأثر بالفلسفة الإسلامية في الترجمة. ففي ترجمة كينج جيمز King James تترجم بـ: Familiar Spirits، وفي ترجمات أخرى بكلمة Spirits.
وقد سأل قداسة البابا شنوده الثالث بعض أساتذة اللغة العربية فقالوا أن معناها مجرد أرواح تحت الأرض، وما يسمونه جان في الترجمات العربية للكتاب المقدس هم شياطين. عموماً فهذا أمر فرعي في الموضوع. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
في (لا31:19): "لا تلتفتوا إلى الجان، ولا تطلبوا التوابع، فتتنجسوا بهم. أنا الرب إلهكم". وفي (لا27:20): "وإذا كان في رجل أو إمرأة جان أو تابعه، فإنه يُقتَل، بالحجارة يرجمونه، دمه عليه"، وفي (لا7،6:20): "والنفس التي تلتفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم، اجعل وجهي ضد تلك النفس، وأقطعها من شعبها. فتتقدسون وتكونون قديسين لأني انا ألرب الهكم".
معنى الزنى في الكتاب المقدس له ترجمتان..
Fornication أي زنى عادي.
Adultery أي زني المتزوجين. وكلمة Adultery تتكون من مقطعين: ad تعني to، وكلمة alter وتعني another، والكلمة كلها معناها: "يعطي ذاته لآخر" أي giving himself to another، فالمرأة التي تتزوج إذا أعطت نفسها لآخر، هذا هو adultery وهذا هو سبب الطلاق في المسيحية.
من الناحية الروحية، يُعتبر زنى روحياً، إذا النفس أعطت ذاتها لعبادة أخرى، أو لإله آخر غير الله الحي، يكون adultery.
لذلك نجد في حزقيال: زَنَت يهوذا وزنت اسرائيل؛ أي عبدت إلهاً آخر (الأصنام). وفي (لا7،6:20): "النفس التي تلفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم.." أي تعطي نفسها للشياطين، بدلاً من الله. فيحكم الله عليها بالموت.
السؤال هنا: هل يكسر الله وصيته، وهل يقيم عثرة للشعب بأن يسمح لصموئيل Samuel أن يظهر في محاولة للجان أن يُظْهِروه؟!!
أي.. هل يمكن أن مشيئة الله تكسر وصيته، ويستخدم صموئيل في تنفيذ عمل (الجان)، بينما قال الله أن الذي يستخدم الجان يُقطَع من شعبه، ويتنجس، ويُقتَل بالحجارة؟!
ثم هل صموئيل النبي قد حضر بأمر من الله، أم حضر من ذاته، أم حضر بواسطة العرافة؟!
أيضاً، هل للمرأة أو (للجان) سلطان على أرواح الأنبياء؟! والكتاب يقول: "أرواح الأنبياء تخضع للأنبياء" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 32:14).
وهل ممكن أن صموئيل النبى يحضر من ذاته بدون أمر من الله؟! أو هل يحضر مُجبراً؟! كما أن صموئيل نفسه منع هذا الأمر.
ثم هل أيضاً يرسل الله نبياً لشاول Saul، وقد منع الله عن شاول الانبياء، وحتى الأحلام والأوريم؟!! وروح الرب قد فارَق شاول وبغته روح رديء من قبل الرب (1 صم14:16)، بل أن ربنا قال لصموئيل من قبل مسح داود ملكاً: "لماذا تنوح على شاول وأنا قد رفضته؟!"، فمنعه حتى من البكاء على شاول.
ثم إن الله أراد أن يُنذِر شاول، ألا يمكن أن ينذره بطريقة أخرى لا تكون عثرة للشعب؟!
لأنه فعلاً هذه القصة لازالت عند البعض عثرة. ممكن للرب أن ينذر شاول الملك بصوت عال عن طريق واحد يذهب له ويقول له ما يريده الرب بدون أن يستخدم هذه الوسيلة بالذات في بيت عرافة!!
ثم أيضاً هذا الإنذار كان قد وصله من قبل في (1صم23:15-29): (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) "لأنك رفضت كلام الرب فرفضك من المُلك. فقال شاول لصموئيل: لا أرجع معك لانك رفضت كلام الرب فرفضك الرب من أن تكون ملكاً على اسرائيل. ودار صموئيل ليمضي فأمسك شاول بذيل جبته فتمزق، فقال له صموئيل: يمزق الرب ممكلة أسرائيل عنك اليوم، ويعطيها لصاحبك الذي هو خيرٌ منك".
ثم أيضاً ما فائدة التوبيخ والإنذار بالنسبة لشاول وهو شخص لا يسمع كلام الله؟!
ويبدو في رفض الله له، أنه أسلمه إلى ذهن مرفوض، أي مرفوض من النعمة. وعاقبة على ذلك. فنرى في أيامه الأولى هذا الكلام واضحاً في (1أي14،13:1): "فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب، من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه. وأيضاً لأجل طلبه إلى (الجان) للسؤال، ولم يسأل من الرب. فأماته وحوَّل المملكة إلى داود بن يسّى".
فالكلام الذي نُسِبَ إلى صموئيل أنه قال لشاول ليس نبوءة لأنه قيل لك قبل ذلك، في (1صم28:15): "يمزق الرب مملكة إسرائيل عند اليوم، ويعطيها لصاحبك الذي هو خير منك".
الأمر المحير هو الكلام الذي قيل، وكيف يكون هذا الكلام كلام صموئيل.. يقول (1صم19:28): "ويدفع الرب آسرائيل أيضاً معك ليد الفلسطينيين".
"وغداً أنت وبنوك تكونون معي".
كيف يكون روح الملك شاول مع روح النبي صموئيل؟! هذا أمر مستحيل: أن شاول الملك الذي رفضه الرب وبغته روح ردىء من قِبَل الرب (1صم14:16)، ليس ممكناً أن يكون مع صموئيل النبى العظيم!! من المعقول أن يُقال إن شاول وابنه سيموتان، ولكن ليس معقولاً أن يقول صموئيل لشاول: "وغدا انت وبنوك تكونون معى" (1صم19:28)! بل حتى روح شاول لا يمكن أن تكون مع روح ابنه يوناثان.
دليلنا في ذلك قول أبينا إبراهيم لغني لعازر: "وفوق هذا كله، بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت. حتى أن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم، لا يقدرون. ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو26:16).
أيضاً لم يستخدم الله هذه الطريقة من قبل. أي أنه يرسل رسالة أو إنذارا لأحد من الناس عن طريق (الجان)، أو تحضير الأرواح، أو إستشارة الموتى، الأمر الذي سبق فمنعه من قبل.
كذلك فإن عبارة "لكي يضبطه متلبساً" عبارة غير مقبولة.
فهل يحتاج الله إلى ذلك؟! الله الكلي المعرفة، الذي يعرف كل شيء.. يعرف كيف أن شاول طلب هذه العرافة، وسألها أن تحضر له روح صموئيل ألنبي، ووعدها ألا يصيبها ضرر من ذلك. والله أصغى وسمع، وكتب أمامه في سفر التذكرة (ملا16:3).
أكان شاول يستطيع أن ينكر، إن حاسبه الرب على ذلك؟! لقد أنكر قايين، فهل منعه إنكاره؟! فما معنى أن يضبطه متلبسا؟!
يقول البعض أن ظهور ألنبى صموئيل كان استثناء!
فماذا إذن كان هذا الاستثناء؟ وما الداعي إليه؟!
وهل يحدث هذا الاستثناء في أمر خطير وصفه الرب بأنه رجاسة ونجاسة، وأنه أمر مكروه عند الرب، وبسببه طرد الأمم؟! (تث9:18-12).
ثم ما معنى أن يقول صموئيل لشاول: "لماذا أقلقتني، بإصعادك إياي؟" (1صم15:28)؟!
هل يستطيع شاول المرفوض من الله، أن يُقلِق صموئيل النبي العظيم؟! وهل يستطيع إصعاده من حيث هو؟!
ولو كان صموئيل النبي مرسلاً من الله لضبط شاول في استخدامه العرافة و(الجان)، فهل يُعقَل -وهو مُرسَل من الله- أن يقول لشاول: "لماذا اقلقتنى؟" وأن يقول له: "اصعادك اياي"؟!!
عبارة "أصعادك أياي" تعني أن شاول هو الذي أصعده، وليس أن الله هو الذي أرسله!! إلا لو كانت مشيئة الله منطبقة على مشيئة شاول، وحاشا أن يكون ذلك.
عبارة "أقلقتنى" تدل على أنه جاء على الرغم منه مكرهاً!
بل تدل أيضاً على أن كان متذمراً على ذلك الوضع، وطبعاً لا يمكن أن يتذمر إن كان الله قد أرسله إلى شاول. كما أنه لو كان جاء من تلقاء نفسه ما كان يقول: لماذا اقلقتنى..