مجيء المسيح كان ضرورة قسوة لاعلان الله عن نفسه وبداية حقبة جديدة من دخول العالم في حالة مخاض وولادة عسيرة وجديدة لمراجعة الانسان لحياته وانسانه القديم وعدم انجراره المستمر خلف الشر وابتعاده عنه. الاتي بأسم الرب هو من سيدعم هذه الخطوة وسيرجع لابن ادم كرامته التي افتقدها في زلته الاولى ويسمو بطبيعته ويفيض من روحه مرة اخرى عليه وعلى الخليقة ليخلقها من جديد (حين تم ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين هم تحت الناموس). مع هذا يطلب الرب تغيرا مستمرا وجذريا للحياة ومسيرتها وتدخله يكون في الوقت الذي يرفض الانسان الاعتراف بخطئه، فيحرضه ويدعوه للرجوع الى حياة الانسان الجديد، حياة ابناء الله (المولود من الروح والحق، الذين يعبدون الله بالروح والحق).
ان نزول المسيح وظهوره بين ابناء الجنس البشري وتجسده ووجوده كان خطوة هامة لعكس الوجه الحقيقي الابوي لله وعمق المحبة التي يكنها للانسان (هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد) حب غير مشروط وغير محدود وارتباط وثيق وصادق خال من اي مساومة او مقايضة وغير قابل للانفصام (انت ابني وانا اليوم ولدتك). برموز وايات ومعجزات واعاجيب وعلامات وتعاليم اظهر لنا الرب يسوع وجه الله وعكس صورته وصفاته التي ظهر فيها بتاريخ البشرية كائن قدوس وازلي وابدي وكامل وشامل ومحب للكل وغير خاضع لمقاييس بشرية ناقصة ونسبية.