عيد خميس الصعود
إن عيد صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء بعد أربعين يوماً من قيامته المظفرة، هو من الأعياد السيدية في الكنيسة المقدسة.
. وفي هذا اليوم يرفع الصليب الذي ينصَّب في الكنيسة بعد القيامة، إشارة إلى صعود الرب إلى السماء. تنتظر الكنيسة بعد هذا العيد، عيد حلول الروح القدس.
فروميون : التسبيح للابن الممجد مع أبيه وروحه القدوس، الذي نزل من السماء، من أجل خلاص أحبائه لكي يمتعهم بنعمائه وآلائه، وقد عاد صاعداً في مثل هذا اليوم إلى أبيه بشكل عجيب، مكملاً ما نطق به الأنبياء والأولون، إذ قد نادى النبي داود أن أرفعنّ أيتها الأبواب رؤوسكنَّ ليدخل ملك المجد، الصالح الذي نرجو مراحمه ونسبحه في هذا الوقت.
سدرو : أيها المسيح إلهنا السامي لمجده والفائق بعظمته، الذي تنازل بإرادته، بعد إنجاز تدبيره الإلهي وفتح أمامنا أبواب السماء الموصدة دوننا بفعل المعصية، وأعاد إلينا ميراثنا المنزوع عنا عدلاً وأجلسنا عن يمين أبيه الممجد، وإذ رأته القوات السماوية صاعداً بمجد عظيم، امتلأت عجباً وهتفت قائلة من هذا الآتي من آدم الأرضية وثيابه محمرة كالخوص. هذا هو الرب القوي الجبّار الذي سبى سبياً وربط البشرية بصليبه، وقضى على العاتي بقدرته، فارفعي أيتها الارتاج رؤوسكنَّ ليدخل ملك المجد، ثم هتفت بأناشيد الظفر قائلة : قدوس الرب العزيز القهّار، ونحن أيضاً نصرخ مع جوقات الملائكة ونقول : مبارك وقار الرب من مكانه إلى الأبد. مبارك الرب الذي تنازل إلينا ورفعنا إليه. مبارك الرب الذي أتضع ليرفعنا. مبارك الرب الذي أتى ليخلصنا. ومزمع أن يأتي ليقيمنا. مبارك الرب الذي علّم الخلاص لتلاميذه وكشف لهم الأسرار. مبارك الرب الذي وعدنا لأن يكون معنا حتى انقضاء الدهور. مبارك الرب الذي صعد بمجد وبهاء وجعل أعداءه موطئاً لقدميه، والآن ربنا نبتهج إليك نحن الذين نكمل عيد صعودك بابتهاج، وانشراح لتقوينا على السلوك الذي يُرضي إرادتك وأعنا لنقضي أيام غربتنا بعيدين عن المحن والبلايا، ومتمتعين بالأمن والسلام والراحة والاطمئنان، وأعطنا حياة لأيدانيها موت أو فساد، لكيما نُختطف جميعاً مع القوات السماوية لاستقبالك يوم مجيئك الثاني.
وأجعل ذكراً صالحاً لأمواتنا الراقدين على رجاء ظهورك، لكي نحن وهم نستطيع الوقوف عن جانبك اليمين بوجوه مسفرة، ونرفع لك الحمد والشكر، ولأبيك ولروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى أبد الآبدين آمين.
القراءة (إنجيل مرقس 16 : 14 ـ 20)
" أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. وَقَالَ لَهُمُ ﭐذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ. ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ ".