يسوع المسيح صام عنا أربعين يوماً و أربعين ليلة . ما معنى صام عنا ؟ و إن كان صام عنا فلماذا نصوم نحن ؟ فما معنى صام عنا ؟ لقد فشل الإنسان في وصية الصوم ، كسر وصية الصوم ،فأول وصية أعطاها الله للإنسان كانت الصوم عندما قال له من جميع شجر الجنة تأكل ما عدا شجرة معرفة الخير والشر ، فلم تكن شجرة معرفة الخير و الشر افضل من بقية الشجر ، لكن ربنا منعهم من الأكل من ثمرها و اسماها بهذا الاسم كدليل محبة يقدموه لربنا لان ربنا احبهم فصنع لهم كل شئ فكان لا بد أن يقدموا دليل محبتهم : ألا يأكلوا و لو من شجرة كدليل محبة : لذلك ارتبط الصوم دائما بالمحبة، فكلما احب الإنسان ربنا اكثر كلما احب الصوم اكثر ، و بغواية الشيطان كسر الإنسان وصية الصوم و فشل في الصوم لذا جاء السيد المسيح لكي يصوم عن البشرية التي فشلت في أن تكمل الصوم فجاء هو ليكمل الصوم. و الصوم الكبير يشبه إلى حد كبير صوم آدم و حواء في الفردوس : يأكلون كل الأشجار ما عدا نوع واحد و نحن نكل من جميع الأطعمة ما عدا الإنتاج الحيواني : فصوم السيد المسيح يعتبر تكملة للصوم الذي كان يجب أن يستمر فيه آدم و حواء في الفردوس ، فسقطوا و لم يكملوا الوصية لهذا جاء السيد المسيح ليكمل البشرية الساقطة لهذا نقول : صام عنا أربعين يوما و أربعين ليلة و بدا الخلاص بالصوم. و السؤال الآن : لماذا نصوم مادام هو صام عنا ؟ و اكمل وصية الصوم نيابة عن البشرية : الإجابة لأننا نحن الآن نصوم معه ، لذلك الصوم هو رحلة نساير فيها السيد المسيح في صومه ، هو أرانا الطريقة التي بها نقدم صوما مقبولا أمام الله ، لذلك نصوم معه دليل حبنا لله كما هو احبنا فاكمل الوصية نيابة عنا .
2- و السؤال التالي : لماذا ذهب السيد المسيح إلى البرية ليصوم ؟ لماذا لم يصم وسط العالم و أصعد إلى البرية ليصوم هناك ؟فبعد أن كسر آدم و حواء وصية الصوم طردوا إلى البرية ، فلم يكن هناك مكان عامر سوى الجنة ، فعندما كسروا وصية الصوم طردوا إلى البرية و لذلك خرج ورائهم إلى البرية لكي يعيد الإنسان مرة أخرى إلى الفردوس لأجل هذا نقول ( اصعد إلى البرية ليجرب من إبليس ) أي نتيجة تجربة إبليس لأدم و حواء أسقطهم في الخطية ( كسر الوصية ) و بالتالي طردوا من الفردوس ، فاصعد إلى البرية ليجرب من إبليس و ينتصر و يعد للإنسان مهابته و نصرته مرة أخرى و يعيد الإنسان إلى الفردوس و لذلك الثلاث تجارب المذكورين هما ملخص للتجارب التي يجرب بها الشيطان أي إنسان ،
تجربة جسدية مادية : تحويل الحجارة إلى خبز و السيد المسيح كان يستطيع تحويل الحجارة إلى خبز لكنه رفض ، لماذا ؟ لأنها مشورة الشيطان فلم يقبل هذه المشورة و رفضها ،
التجربة الثانية نفسانية : أخذه على جبل و أراه جميع الممالك في العالم ف لحظه و وعده بإعطائه إياها إن خر و سجد له ، فالإنسان يرتاح نفسيا عندما يمتلك ، يجد نفسه اكثر حينما يمتلك و يشتهر و يكون لذاته كيان مهاب و محترم من الناس ، التجربة الروحية :ارم نفسك من على جناح الهيكل لأنه مكتوب انه يرسل ملائكته لحملك فلا تصدم بحجر رجلك ، التجارب الروحية عندما يحب الشيطان أن يسقط الإنسان في الكبرياء آو يسقطه في تجارب تهلك روحه تجارب لها البعد الروحي.
إذا الشيطان يحارب الإنسان في كل شئ في مادياته في نفسياته او حروب روحية ،
لذلك اكمل المسيح بخروجه إلى البرية النصرة لحساب البشرية (اللاهوت لم يسند الناسوت في حروبه أمام الشيطان ، فالشيطان لا يقدر أن يقف أمام الله ، المسيح انتصر على الشيطان كإنسان )
و أن كنا نقول صام عنا أربعين يوما و أربعين ليلة بسر لا ينطق به ، فما هو هذا السر ؟ المقصود به انه استطاع و هو شخص أن يصوم عن البشرية كلها فاللاهوت أعطى الصفة التي تنوب عن البشر لكن لم يسنده في تجاربه .