«لعازر، هلمَّ خارجا!»
٧ دُفن لعازر في مغارة. وعندما جاء يسوع الى القبر طلب ان يرفعوا الحجر الموضوع على الباب. لكن مرثا اعترضت لأن اربعة ايام قد مرّت على موته، ولا بد انه انتن. (يوحنا ١١:٣٩) فمن وجهة النظر البشرية، لم يبقَ اي رجاء للعازر.
٨ ولكن عندما رُفع الحجر، صرخ يسوع بصوت عالٍ: «لعازر، هلمَّ خارجا!». فماذا حدث؟ «خرج الميت». (يوحنا ١١:٤٣، ٤٤) هل تتخيل مدى سعادة الناس الذين كانوا واقفين هناك؟ فبعد ان كانت أختا لعازر وأقرباؤه وأصدقاؤه وجيرانه متأكدين جميعا انه مات، ها هم الآن يرون حبيبهم لعازر، بلحمه وشحمه، واقفا امامهم! فلا بد انهم عجزوا عن تصديق عيونهم. ولا شك ان العديدين منهم عانقوا لعازر من شدة فرحهم. أوَليست هذه هزيمة نكراء للموت؟!
ادت قيامة لعازر الى فرح عظيم. — يوحنا ١١:٣٨-٤٤.
٩ لم يدّعِ يسوع انه صنع هذه المعجزة بقوته الخاصة. ففي صلاته قبل ان ينادي لعازر، كان واضحا مما قاله ان يهوه هو مصدر هذه العجيبة، قيامة لعازر. (يوحنا ١١:٤١، ٤٢) ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي استخدم فيها يهوه قوته لإقامة شخص من الاموات. فقيامة لعازر ليست سوى واحدة من تسع قيامات مسجلة في كلمة الله.* وعندما نقرأ الروايات المسجلة عن هذه القيامات ونتأمل فيها، نشعر بالفرح لأنها تعلّمنا ان الله ليس محابيا. فقد اقام يهوه اشخاصا صغارا وكبارا، رجالا ونساء، اسرائيليين وأمميين. ويا للسعادة التي تصفها هذه الروايات! على سبيل المثال، عندما اقام يسوع صبية من الموت، ‹لم يملِك والداها أنفسهما من شدة الفرح الذي غمرهما›. (مرقس ٥:٤٢) حقا، لقد منحهما يهوه سببا للفرح لا يُنسى!
١٠ طبعا، ان الاشخاص الذين اقامهم يسوع ماتوا في النهاية. فهل عنى ذلك ان قيامتهم كانت دون جدوى؟ كلا، فروايات الكتاب المقدس هذه تؤكد حقائق مهمة وتمنحنا الرجاء.
ماذا نتعلم من الروايات عن عجائب القيامة؟
اقام ايليا ابن الارملة. — ١ ملوك ١٧:١٧-٢٤.
١١ يعلّم الكتاب المقدس ان ‹الأموات لا يعلمون شيئا›. فهم ليسوا على قيد الحياة ولا يشعرون بشيء لأنهم غير موجودين. ورواية لعازر تؤكد هذه الحقيقة. فعندما قام لعازر، هل ادهش الناس بأخبار مشوِّقة عن السماء؟ او هل اخافهم بروايات تقشعر لها الأبدان عن نار جهنم؟ كلا، لا يذكر الكتاب المقدس شيئا من ذلك. فخلال الايام الأربعة التي قضاها لعازر في القبر، ‹لم يكن يعلم شيئا›. (جامعة ٩:٥) بل كان راقدا رقاد الموت، لا غير. — يوحنا ١١:١١.
١٢ تعلِّمنا قيامة لعازر ايضا ان القيامة حقيقة، وليست مجرد خرافة. فقد اقام يسوع لعازر امام حشد من الشهود. حتى القادة الدينيون الذين كرهوا يسوع لم يُنكروا هذه العجيبة، بل قالوا: «ماذا نعمل، فإن هذا الانسان [يسوع] يصنع آيات كثيرة؟». (يوحنا ١١:٤٧) كما ان كثيرين جاءوا لرؤية لعازر المقام. ونتيجة لذلك آمن عدد اكبر من الناس بيسوع، بعد ان رأوا هذا الدليل الحي على ان يسوع مرسل من الله. وكان الدليل واضحا جدا لدرجة ان بعض القادة الدينيين اليهود القساة القلوب تشاوروا معا ليقتلوا يسوع ولعازر كليهما. — يوحنا ١١:٥٣؛ ١٢:٩-١١.
اقام الرسول بطرس امرأة مسيحية اسمها دوركاس. — اعمال ٩:٣٦-٤٢.
١٣ هل اعتبار القيامة حقيقة امر غير منطقي؟ كلا، لأن يسوع نفسه علّم انه سيأتي يوم يُقام فيه «جميع الذين في القبور التذكارية». (يوحنا ٥:٢٨) ويهوه هو خالق كل حياة. فهل هو امر لا يصدَّق ان يكون الخالق قادرا على إعادة خلق ايّ حي؟! طبعا يتوقف الامر الى حد بعيد على ذاكرة يهوه. فهل يستطيع تذكُّر احبائنا الموتى؟ فكّر قليلا: في الكون اعداد لا تُحصى من النجوم. لكنّ يهوه يدعوها كلها بأسماء! (اشعيا ٤٠:٢٦) وهذا يعني ان يهوه الله يستطيع ان يتذكّر حتى ادق التفاصيل عن احبائنا الموتى، وهو بالتالي قادر ان يعيدهم الى الحياة.
١٤ يعلّم الكتاب المقدس ان يهوه متشوق الى اقامة الموتى. وكيف نعرف ذلك؟ سأل الرجل الامين ايوب: «إذا مات رجل أفيحيا؟». كان ايوب يتكلم عن الانتظار في القبر الى ان يحين الوقت ليتذكره الله. وأضاف ايوب مخاطبا يهوه: «تدعو فأنا أُجيبك. تشتاق إلى عمل يديك». — ايوب ١٤:١٣-١٥.
١٥ هل يمكنك ان تتصوّر ان يهوه مشتاق الى اعادة الاموات الى الحياة؟ ألا يطير قلبنا فرحا عندما نعلم ان هذه هي رغبة قلبه؟ ولكن ماذا نعرف عن القيامة المستقبلية؟ مَن هم الذين سيُقامون، وأين؟