الإنسان يسأل .. .. والله يجيب!
الجزء الأول
أصدقائي ..
نحييكم باسم الله ، رب السلام ، الذي يريد أن يفهم الجميع طريق البرِّ الذي أسَّسه ، وأن يخضعوا لهذا الطريق ، فيكون لهم سلامٌ حقيقيٌّ معه إلى الأبد. يسعدنا أن نكون معكم مرة ثانية اليوم ، لنقدِّم لكم حلقة أخرى من برنامجكم .. ‘‘طريق البر’’!
أصدقائي الأعزاء ..
نشكر كل من أرسل لنا منكم أسئلته حول ما يعلمه الكتاب المقدس. ونأمل أن تكون الخطابات والكتب والشرائط الكاسيت، التي أرسلناها لكم بالبريد، قد أفادتكم. ونود أيضاً أن نشكر الذين استمعوا منكم إلى حلقات برنامج ‘‘طريق البر’’، حتى وإن كانوا لم يكتبوا لنا. فليبارككم الله، ويساعدكم على فهم الطريق البار الذي دبَّره للخلاص.
واليوم، وفي الحلقة القادمة أيضاً، نود أن نفعل شيئاً مختلفاً بعض الاختلاف. إذ نود أن نجيب على بعض الأسئلة التي وصلتنا منكم. وفي كل سؤال نجيب عليه، لن نستعين إلا بالكتاب المقدس، لأن كلمة الله هي النور الأكيد الوحيد الذي يستطيع أن يرشدنا في الظلام. إذ مكتوب في المزامير: ‘‘سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي!’’ (مز 105:119)
والآن .. إلى أسئلتكم. ومعنا اليوم في الاستديو صديق سوف يساعدنا في قراءة الأسئلة.
السؤال الأول:
جاءنا سؤال في خطاب، يقول: ما هي ديانة منتجي برنامج ‘‘طريق البر’’؟
منذ وقت طويل، وضع الله في قلوبنا أن نبحث عن الحق .. حق الله. وأردنا أن نعرف لأنفسنا كلمة الله الواحد الحقيقي. ورحنا نقرأ الكتاب المقدس بكل تدقيق (وهو ما يحتوي على التوراة والمزامير وكتب الإنبياء والإنجيل). واكتشفنا أن يسوع المسيح هو المخلِّص الذي كتب عنه جميع الأنبياء. يسوع هو الذبيحة الكاملة والنهائية التي قدَّمها الله ليمحو دين الخطية عن نسل آدم، حتى كل من يؤمن به، يحيا في محضر الله إلى الأبد. يسوع المسيح، الذي أتى من الله، هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يأتي بنا إلى الله. وقد وضعنا كل رجاءنا فيه.
فمن نحن إذَن؟ نحن تلاميذ يسوع المسيح. ويدعونا القرآن ‘‘أهل الكتاب’’. وأخرين يدعوننا ‘‘مسيحيين’’ أي أناس المسيح. وعندما نقول لكم أننا مسيحيين، نذكِّركم أن هناك الكثير من الناس الذين يدعون أنفسهم مسيحيين، ولكن هذا لا يعني أنهم حقيقة من أناس المسيح. فكما أن عود الخشب لا يصير تمساحاً بنقعه في الماء لمدة طويلة، هكذا أيضاً لا يصير الشخص مسيحياً لمجرد أنه يفعل الأشياء التي يفعلها المسيحيون. إن اتِّباع ديانة لا يمكن أن يحقِّق لك علاقة مع الله. يسوع المسيح فقط هو الذي يستطيع أن يأتي بشخصٍ إلى الله. كم نحن مباركون أن يكون المسيح هو مخلِّصنا وربُّنا وصديقنا! فلقد منحنا علاقة عجيبة مع الله، وثقة وطمأنينة في مواجهة الموت. إذ يرينا كل يوم، أمانته وحبه. ففي الرب يسوع المسيح، أعطانا الله كل ما يتعلَّق بالحياة الأبدية! وفيه مُذخَّر لنا كل ما تحتاجه قلوبنا!
(السؤال الثاني)
والسؤال الثاني هو بحق سؤال هام، ويستحق إجابة واضحة. كتب لنا هذا المستمع يقول:
‘‘هناك أمراً يزعجني حقاً. لقد قرأت في القرآن أن النبي محمد يأمر كل المسلمين أن يؤمنوا ببعض الكتب التي يتضمنها الكتاب المقدس، مثل التوراة والإنجيل. وأنا أحترم الكتاب المقدس، وقد بدأت أقرأه. إلا أن أصدقائي يقولون لي أننا لا نستطيع أن نثق في هذا الكتاب المقدس؛ لأنه قد حُرِّف. وهم يدَّعون أن الكتاب المقدس الذي أقرأه، هو كتاب مختلف عن الكتاب الأصلي. فماذا يمكنك أن تقول عن هذا الأمر؟’’
قبل الإجابة هل هذا السؤال، لدينا بعض الأسئلة التي نحب أن نوجهها لأولئك الذين يدَّعون أن كتب الأنبياء القديمة قد ‘‘حُرِّفَت’’. نحب أن نسألهم: ما هو مصدر الفكرة القائلة أن الكتاب المقدس قد حُرِّف؟ وما هو أساس هذا الاتهام الخطير؟ أخبرونا، متى حُرِّف الكتاب المقدس، ومن حرَّفه، وأين حدث هذا؟ وما هي التغييرات أو التحريفات التي تمَّت؟ هل يستطيع أحدكم أن يقدَّم لنا دليل واحد على أن الكتاب المقدس قد حُرِّف؟
ففي الحقيقة، لو بحثنا بنزاهة الحقائق التي تتعلَّق بالكتاب المقدس، لاكتشفنا أن الله قد حمى كلمته المقدسة التي أوحى بها لأنبيائه ليكتبوها. فهؤلاء الذين يدَّعون أن الكتاب المقدس قد تمَّ تحريفه، هم ببساطة يصدِّقون إشاعات. إذ ليس هناك أي دليل يدعِّم اتهامهم أن الكتاب المقدس قد حُرِّف. بينما هناك الكثير من الأدلة، التي تُثبِت أن الكتاب لم يُحَرَّف.
واليوم، تضم متاحف وجامعات العالم العظيمة، آلافاً من المخطوطات الأثرية التي حفظها العلماء لكتابات الإنجيل، بل ولكل العهد الجديد. والعديد من هذه المخطوطات كانت موجودة قبل أيام النبي محمد بمئات السنين، تماماً كمخطوطات العهد القديم. ولو قارنا هذه المخطوطات القديمة بالكتب التي بين يدينا اليوم، لاكتشفنا مدى الدقة التي حفظ بها الله كلمته من أجلنا. إن الكتاب المقدس الذي نقرأه اليوم، هو نفسه الذي كان في أيام النبي محمد.
كان الأنبياء يكتبون كلمة الله على لفائف مصنوعة من جلود الحيوانات أو ألياف النباتات. ثم جاء الكتبة اليهود ونسخوا كلمة الله على لفائف جديدة. وكان هؤلاء الكتبة المدرَّبون يتوخوا الحرص الشديد؛ ليتأكدوا أن النسخ التي كانوا ينسخونها هي تماماً طبق الأصل. فكانوا يعدُّون الحروف في النسخة الأصلية، ويضاهون الحرف الأوسط في النسخة المنسوخة مع الحرف الأوسط في الأصل، ليتأكدوا أنه نفس الحرف؛ وبذلك يضمنوا أن النسخة كلها طبق الأصل. فإذا ظهر أن هناك خطأ، فإنهم يمزقون اللفيفة بأكملها. وذلك، لأن هؤلاء الكتبة اليهود كانوا يؤمنون أن العبث بكلمة الله، هو عبث بالله ذاته.
وربما قد سمعنا عن ‘‘لفائف البحر الميت’’ التي تم اكتشافها عام 1947. فهل تعرفون أن لفائف العهد القديم هذه، قد تم نسخها قبل ميلاد يسوع بمئة عام؟ ومع ذلك، فإن هذه اللفائف العتيقة تطابق اللفائف التي تم نسخها فيما بعد بألف عام! وهكذا، فإن الكتاب المقدَّس لم يُحرَّف قط!
لا أحد، في الحقيقة، يستطيع أن يحرِّف الكتاب المقدس. فإن أراد أحد أن يغيِّر شيئاً بالكتاب المقدس، لكان عليه أن يغيِّر جميع نسخ الكتاب. وبالطبع، فإن هذا مستحيل!
وفي فترة ما بعد أيام المسيح، بدأ العلماء يترجمون الكتاب المقدس من اللغات الأصلية، التي هي العبرية والآرامية واليونانية، إلى لغات مختلفة عديدة. ولا أحد يستطيع أن يغيِّر الكتاب المقدس في كل العالم! واليوم، نجد الكتاب المقدس مترجماً، كلَّه أو بعضه، إلى أكثر من ألفي لغة مختلفة. (وإنها لبركة كبيرة أن لدينا في اللغة الإنجليزية عشرات من الترجمات الممتازة.) إلا أن الله حفظ كلمته المقدسة وحماها، بينما كان خدَّامه يترجمونها إلى لغات شعوب العالم؛ وذلك لأن الله يريد أن يسمعها الجميع بآذانهم، ويفهموها بأذهانهم، ويقبلوها بقلوبهم، ويخلصون.
هل يستطيع الله القادر على كل شيء أن يحمي كلمته من الشيطان، ومن هؤلاء الذين يريدون أن يغيِّروها ويحرِّفوها؟ نعم، يستطيع أن يحفظها، وقد حفظها بالفعل! الرب وبالطبع، فإننا على دراية بأنه منذ بدء العالم وحتى اليوم، كان الشيطان يحاول أن يفسد كلمة الله ويحرِّفها في أذهان الناس. وعلى سبيل المثال، قرأنا في السفر الأول من الكتاب المقدس، أن الله قال لآدم: ‘‘إن اليوم الذي تأكل فيه من هذه الشجرة، موتاً تموت!’’ ولكن الشيطان أنكر ما قاله الله، وقال لآدم وحواء: ‘‘لن تموتا!’’ وهكذا، حاول الشيطان أن يغيِّر كلمة الله. وكما تعرفون، أختار آدم وحواء أن يصدقا الشيطان ويأكلا من الشجرة المحرَّمة. وكنتيجة لذلك، ماتت نفسيهما، وبدأ جسديهما يذبلان ويموتان، تماماً كما قال الله.
أصدقائي، إن كلمة الله ثابتة ولا ريب فيها. والشيطان كذَّاب ومخادع. فالشيطان يريد أن يخدع الناس، ويجعلهم يصدِّقون أن الكتاب المقدس قد حُرِّف. ولكن الرب يسوع المسيح قال:
‘‘لا يمكن أن يُنقَض المكتوب!’’ (يوحنا 35:10)
وقال أيضاً: ‘‘السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول!’’ (متى 35:24)
(السؤال الثالث)
أشكركم على هذه الإجابة الواضحة. والآن، السؤال الثالث.
‘‘لماذا ندعوا يسوع ‘‘ابن الله’’؟ إن الله لا يلد، ولم يُولد. إذن، كيف يكون يسوع ابنه؟’’
لقد أجبنا على هذا السؤال مرات عديدة، ومع ذلك، يسعدنا أن نجيب عليه ثانية. فالجهل بهذا الأمر الهام، قد يكون مميتاً بحق. فكما يقول المثل: ‘‘قبل أن تعرف الأمر، سيقتلك الجهل به!’’ ويسأل صاحب السؤال: لماذا تدعون يسوع ..‘‘ابن الله’’؟
أولاً، ينبغي أن نذكِّر مستمعينا، أنه لسنا نحن الذين أعطينا يسوع هذا الاسم. وإن الله .. هو الذي يدعوه ‘‘ابنه’’!
ثانياً، إن اسم ‘‘ابن الله’’ لا يعني أن الله اتخذ زوجة، وأنجب منها ابناً.
فيسوع، كما نعلم، له عشرات من الأسماء والألقاب في الكتاب المقدس. وهذه الأسماء تساعدنا أن نفهم من هو يسوع. وعلى سبيل المثال، يُدعَى يسوع ‘‘الباب’’؛ إلا أن هذا لا يعني أن يسوع هو لوح من الخشب أو المعدن. وهو يُدعَى أيضاً ‘‘خبز الحياة’’؛ لكن هذا لا يعني أن يسوع نوعٌ من الطعام الذي نأكله. كما دعاه أنبياء الله ‘‘حمل الله’’؛ ولكن هذا لا يعني أن يسوع خروف. وعلى نفس هذا النحو، عندما يدعو الله يسوع ‘‘ابنه’’، فإن هذا لا يعني أن الله اتخذ زوجة، وأنجب منها ابناً. فهذا تجديف بالطبع!
فإن كنت سنغالياً مثلاً، وتركت بلدي وسافرت، فإنهم يدعونني في البلد الجديد، ‘‘ابن السنغال’’. إلا أن هذا لا يعني أن السنغال اتخذ زوجة وأنجبني. لقد وُلِد يسوع من عذراء، ولم يكن له أب أرضي. وحتى قبل أن يُولَد، كان يسوع يعيش في السماء؛ وذلك لأنه ‘‘كلمة الله’’ الذي كان مع الله منذ البدء. وهذا ما يعلنه الكتاب المقدس، عندما يقول:
‘‘في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة الله. .. والكلمة صار جسداً، وحلَّ بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لابنٍ وحيدٍ من الآب مملوءً نعمةً وحقاً. .. الله لم يرَه أحدٌ قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب، هو خبَّر. (أي كشف عن الآب)’’ (يوحنا 1:1،14،18)
إن يسوع هو الابن السرمدي لله .. كلمة الله الذي ظهر على الأرض في جسد إنسان