التجسد معناه ان الله نزل واتحد بنا واتخذ جسد انسان من مريم العذراء التي اصبحت تابوت
العهد الجديد له وحبل به بقوة الروح القدس وولد طبيعيا بشخص يسوع المسيح الاقنوم الثاني. ان محبة الله العظيمه للبشر هي التي جعلته يعمل هذا الذي كان من ضمن تدبيره الالهي.
اذ ان هذا التدبير هو من صنع الله وضعه وقرره منذ انشاء العالم لكي يخلصه ويعيده
اليه وكان لابد من يؤسس أرضيه صالحه حتى تحتضن هذا التدبير الخلاصي و كان اختيار
امنا العذراء القديسه فهي البيت الاول للقربان, فيسوع المسيح المولود هو منذ البدء موجود
وولادته كانت ملىء الزمان المتجدد فينا يوميا وبأستمرار اي ان كلمة نعم لأمنا العذراء هي التي فتحت ملىء الزمان بقبولها ان تصبح أما للمخلص , اذن هنا كل دعوة تقبل وتستجاب من قبلنا امام طلب الله كأن ملى ء الزمان يتجدد بنا وكأن المسيح يتجسد فينا مرة اخرى.
ان الله يحترم حريتنا وان عظمته تقف امام الانسان تنتظر قبول كلمته الفعاله فيه وهو
عادل لايفرض شيئاعلى اي واحد منا, فمحبة الله العظيمه للانسان وضعته ان يصبح مثلنا انسانا ليرفع من قيمتنا ويجعل منا ان نتأله منه ولكي يقدسنا ويملئنا من بركاته. اشعياء النبي يقول كل بشر يرى خلاص
الله اي كل انسان يعيش ويحقق انسانيته عن طريق التجسد, اي أن الله تجسد ونزل عموديا
ودخل في حياة الانسان حتى في القيامه بعدها الانسان يدخل في جوهر الله.
كل الاديان بتعاليمها وتشريعاتها تؤكد على البحث عن الله للوصول اليه اما عندنا فألله جاء
هو ليبحث عنا بتجسده لاننا عزيزين في عينه ومهمين عنده وان كل شيءبالعالم هو لاجلنا.
ولابد ان نؤكد ان تجسد المسيح هو ليس سببا للخطيئه فقط لكي يخلصنا, ولكن الاصح هو كان من ضمن التدبير الالهي منذ انشاء العالم فهو قرر هذا وحتى انه كان يعرف ان الانسان سوف يكون مترددا ولكن محبة الله غير محدوده فليس الزمان والمكان يوقفاه اي ليست هناك مسافه تفصلنا بينه وبيننا, فالمسيح هو هو الامس واليوم والى ابد الابدين امين اي هو الماضي والحاضروالمستقبل وهو الحجر الاساس لبناء الملكوت , فالخليقه الاولى خلقها الله حسنه غير مشوهه ولكن الانسان شوهها بالخطيئه ولكن تجسد يسوع الذي هو الخليقه الجديده النقيه الغير مشوهه بالخطيئه, ولكي يعلمنا انه عاش معنا وتألم وصلب ومات وقام ان هذا كله الطريق الصحيح لكي نعيش معه بالابديه, وان قبول كلمة الله الفعاله بنا لابد ان تغيرنا نحو الاحسن وهذا يتطلب تضحيه وألآم ونكران ذات وغيرها لكي نبني على هذا الحجر ملكوت الله منذ الان على الارض,اذن الميلاد هو ملىء الزمان وهي عطية الله للانسان والذي سوف يكتمل بمجيء المسيح ثانية,كل انسان مهم وشريك بالالوهيه وعندما يقبل الانسان التسجد ويؤمن به يشارك بعمل ملىء الزمان. الله بعمله هذا انتشلنا من الخطايا اي ان هذا الملىء لم يعد سرا بعد بل اصبح تحقيقه من ضمن مسوؤلية كل واحد منا
فكل واحد يتكاسل ويرفض هذا العمل كأنه يعيق مسيرة عمل وتطور ملىء الزمان والاصح
ان نحافظ عليه ونعيشه ونختبره بحياتنا بالعمل والاستمراريه في نجعل المسيح موجودا
وملكا على حياتنا وان نجسد هذا بأقوالنا وافعالنا, امنا العذراء القديسه لديها علاقه قويه
بتحقيق ملىء الزمان بأنها بيت القربان الاول وهي التي فتحت باب ملىء الزمان بكلمة
نعم وانها أجمل هديه للبشريه وهي تعلمنا كيف نكون احرار بحبنا لله وهذه الحريه تعطينا القوه لكي نختار الصحيح بقبول كلمة الله بنعمته المجانيه التي تلهمنا وترشدنا لقول الحق ولذا انها قالت نَعم لدعوة الملاك وهي مقتنعه ومؤمنه بكل كيانها. لكي نكون ضمن عمل ملىء الزمان ان نكون محبين للاخرين وعا كسين وجه الله لهم ولنقل دائما لتكن مشيئتك والاهم كيف نعطي المسيح للاخرين اي عندما نحن نمتلىء بالروح القدس ويفيض بنا بنعمته هل نبقى ام نعطيه للاخرين.
يسوع ولد في مدينة بيت لحم اي في بيت الخبز(بيثة لخما)وانه جاء لاجلنا ليتحول الى خبز(خبز الحياة) مكسور نتناوله هكذا علينا ان نتحول نحن الى خبز مكسور للاخرين,ان حياة يسوع وتعاليمه الخلاصيه كلها تبحث وتعالج الاخر الذي هو اهم شيء في العالم عند الله كذلك المسيح يعلمنا(الاقتداء والفداء) ان نحب ونهتم بالاخر لانه به نلتقي بالمسيح ونكتشفه. ان دخوله الله في تاريخ البشريه جعل من الانسان ان يكون ابن الله روحيا, والمخلوق ليس من طبيعة الخالق لكن المولود هوجزء من طبيعة الخالق وهنا المسيح يحمل طبيعتين الانسانيه والالهيه وانه قدوس ويدعونا المقدسين عند الله وأخوة له. فالخطيئه لاتقف عائقا امام قدرةالله فبدل من ان يحاسبنا هو على أثامنا دفع الحساب عنا.
نقطه مهمه انه لانستطيع ان نخطوا خطوه روحيه الا بمقدار مانتجاوب مع نعمة الله ونحن ابنائه المطلوب منا ان نظهر وجه المسيح للعالم ضمن وجهنا الروحي الاجتماعي .وهكذا من الاصح ان نستقبل الميلاد كل ايام حياتنا اي حياتنا كلها ميلاد وتجدد بالمسيح الحي فينا عندما نتحول اليه بأعمالنا واقوالنا ونتحد به بتناولنا جسده المقدس وان يكون استقبالنا له داخليا وخارجيا مع تقديسنا طبيعة سر التجسد ونفهمه ونؤمن به وايضا ان نحترم ونقدس المكان الذين نحن فيه لان ليست بيت لحم اصبحت مقدسه بل اصبحت كل الارض مقدسه, وان كل طفل بالعالم هو أخي لاننا كلنا أخوه بالمسيح ونمثل جسده ومتحدين به هناك بعض التسأؤلات التي قد تتراود لاذهننا منها:
ماهي الغايه من التجسد؟ غاية الله ان يرفعنا ويجعلنا ألهه وبه اعطانا الثالوث الابن المرتبط بالاقنوم الاب بقوة محبة اقنوم الروح القدس والابن جاء محملا بمحبة الاب وتعاليمه الخلاصيه من اجلنا وهو يعلمنا ان نعيش المحبه بكل ابعادها وان هذا التجسد مشروعه الخلاصي منذ الازل جاء يعرضه علينا ليجدد علاقتنا به ويعيدنا الى حضنه الابوي.
هل نحن بحاجه الى مخلص ليحمل خطايانا؟ هل يرفع سر التجسد عنا اثقالنا, ان
اخر مفاعيل التجسد هي التي ترفع عنا اثقالنا ولكن أهم شيء فيه ان حضور الله اكتمل
هناوايضا جاء باحثا عنا وليعطينا دعوه جديده لنرتبط بعلاقه صميميه معه وان نبتعد عن
الظلمه ونعيد التفكير بأعادة علاقتنا به بروح جديده انه جاء زائرنا الينا وهل سيجد مكان
في قلوبنا وهل نحن مستعدين لذلك لان بالاستعداد والايمان والثقه التامه به وانه الوحيد
في العالم غافر خطايانا وبذا نتخلص من كل قيودنا وننطلق الى حياة جديده تجعلنا ضمن
خطة الله الخلاصيه ونكون جزءا منه مقدسين لان بصليب وألآم ابنه الانسان والأله بنفس
الوقت رفع عنا عار الخطيئه عنا ودفع ثمنها ومستمر على ذلك لاننا مخلصين.
ماهو الخلاص الذي جلبه سر التجسد؟ ان من ضمن نعم هذا السر هو خلصنا من
خطايانا لكي نصبح اولاده بالتبني وان هذا الخلاص يكبر في كل واحد منا لان كلمة الرب
فعاله فيناوهي هداية لجميع الذين ليس لديهم هدف وضائعين في ملذات وهموم هذا العالم
لكي يرجعوا اليه ويرفعوا قلوبهم ناكرين ذواتهم ليغيرهم ويباركهم لانه
يحب الجميع(ان كلمة الرب دعوه ومبادره منه عبر الزمان والمكان لكل البشر الخطأه
والصالحين) وان الخلاص مفتوح لكل البشريه لانه به سوف تكتمل الخلقه ويستعاد
توازن الانسان ليعيش انسانيته بصوره حقيقيه.
هل غير الرب طبيعتنا بتجسده؟ الرب لم يغير طبيعتنا, بل علمنا ان نتفاعل مع
طبيعتنا واعطاها قوة وعمق واتحد بنا بطبيعته الالهيه وأخذ بشريتنا ليرفعها الى مقامه
وانه تبنى طبيعتنا وأخذ انسانيتنا المحدوده, الله غير حالتنا وخلصنا من الخطيئه وعلمنا
ان نتحول الى حالة النعمه مع الله, كلنا بنعمته مخلصين وليس علينا ان نتوب ونتجاوب
مع كلمته ودعوته, اي اصبح لطبيعتنا عمقا روحيا اكثر لانها اصبحت مرتبطه بالله,وايضا
لان يسوع الاتي فتح لناالخلق الى الملىء واصبحت طبيعتنا المحدوده ولاده جديده ذات
عمق في جميع مجالات الحياة اي فتح لنا باب الالوهيه لكي نستمد منها القوه لنستمرفي
العمل والصلاة والتأمل بنِعم الرب وان نعيش حضور المسيح بيننا والعمل على انشاء
ملكوته منذ الان وان نكمل جوعنا وعطشنا بتناول جسده ودمه الاقدسين بسر قربانه
الاقدس لكي نملأ الكون بحب المسيح ونعكسه للاخرين باحثين عنهم لكي ندلهم االيه.