ما هي كلمة الله؟
ربما ستجيب قائلاً أن كلمة الله هي الكتاب المقدس الذي أوحى به الله لأنبيائه ليكتبوه. وأنت لا شك صحيح في قولك هذا. فكل كتابات أنبياء الله هي كلمة الله لنا، وهي مثل خطابات مرسلة لنا من الله.
ولكن، اسمح لي أن أسألك عن صديقك الحميم الذي يعيش في بلد آخر. ماذا تفضِّل: أن يرسل لك صديقك بعض الخطابات، أم أن يحضر ويزورك شخصياً؟ بالطبع ستفضل أن يأتي ويزورك شخصياً، لكي تتحدَّث له وجهاً لوجه. وبالمثل، حيث أن الرب بار وقدوس، ولا شيء يستحيل عليه، وحيث أنه يريد أن يكشف لنا عن صورته وطبعه ومشيئته من جهتنا، فهل تعتقد أنه لن يفعل أكثر من مجرد أن يرسل لنا بعض الخطابات، أم أنه يأتي بنفسه ليزورنا؟
أصدقائي، إن الخبر السار، الذي أعلنه الأنبياء، هو أن الله بنفسه سيأتي ليزور الإنسانية الخاطئة الساقطة!
وفي الإنجيل، نكتشف أن الله قد أرسل لنا كلمته كإنسان، ليعيش بين البشر؛ لكي يخلِّصهم من خطاياهم. هذا الشخص، الذي من السماء، هو يسوع المسيح. فيسوع يستحق أن يُدعَى ‘‘ابن الله’’؛ لأنه هو الكلمة الذي كان مع الله منذ البدء. وهو الابن الأزلي الأبدي لله، والممثِّل الكامل له، والشخص الذي كشف شخصية الله لنا. فنحن كثيراً ما نقول عن طفل صغير: ‘‘إنه يشبه أباه تماماً!’’. وهكذا أيضاً الحال مع يسوع، إذ له صورة الله وشبهه. فإن عرفنا يسوع، فقد عرفنا الله، وعرفنا صورته. حتى أن الكتاب يقول:
‘‘الله بعد ما كلَّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواعٍ وطرقٍ كثيرة، كلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثاً لكل شيء، الذي به أيضاً عمل العالمين. الذي، وهو بهاء (أو ضياء) مجد الله ورسم (أو صورة) جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي.’’ (عبرانيين 1:1-3)
كلمة أخيرة نود أن نقولها. إن الله لم يقل أنك ينبغي عليك أن تفهم لماذا يدعو يسوع ‘‘ابنه’’، ولكنه طلب أن تؤمن بذلك فقط. تذكَّر أن الله هو الذي أوحى للنبي داود أن يكتب في المزامير: ‘‘قبِّلوا الابن (أي قدِّموا له كل الاحترام والخضوع) لئلا يغضب، فتبيدوا من الطريق؛ لأنه عن قليلٍ يتَّقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه.’’ (مزمور 11:2، 12)
الله هو أيضاً الذي أوحى للرسول يوحنا ليكتب في الإنجيل قائلاً:
‘‘وآياتٍ أُخَر كثيرة صنع يسوع قدَّام تلاميذه، لم تُكتَب في هذا الكتاب. وأما هذه، فقد كُتِبَت؛ لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم، إذا آمنتم، حياةٌ باسمه.’’
(يوحنا 30:20،31)